في دورته الــ17 يستأنف مهرجان ثويزا بطنجة مسيرته الثقافية والفنية والفكرية، باصمًا على مساهمته السّنوية في بناء أسس مغرب حداثي متجدد. ومشاركا في تحرير الطاقات الفكرية والابداعية والفنية التي بدونها يتوقف كل شيئ.
دورة سابعة عشرة.. ببرنامج متعدد وغني فكريا وثقافيا وفنيا.. بندوات وملتقيات وموائد مستديرة ومعارض للكتاب والحرف اليدوية التقليدية، بمشاركة أسماء مميزة من المفكرين والمثقفين والعارضين، من داخل المغرب وخارجه.
دورة سابعة عشرة تأتي هذه السنة على وقع احتفاء شعبي منقطع النظير بحدث وطني تاريخي.. تمثل في إقرار السنة الأمازيغية عطلة وطنية، على غرار السنتين الهجرية والميلادية. في إشارة ملكية استراتيجية لعمق المغرب التاريخي والحاجة لربط مستقبل الوطن بماضيه المشرق. هذا الماضي الذي شكلت فيه الثقافة الأمازيغية لبنتها التأسيسية الأصيلة، كما تشكل فيه اليوم حجر الزاوية لاستكمال انتقاله المنشود نحو مدارج الرقي والنماء.
وقد ارتأينا خلال هذه الدورة طرح إشكالية الحاجة لمشروع ثقافي بديل.. إيمانا منا بأن المغرب بحاجة لنموذج ثقافي جديد، يواكب تغيرات العصر، ويعيد الاعتبار لقيم المجتمع الحضارية، ويثمن مظاهر التعدد والاختلاف فيه.. “نموذج ثقافي” يعضد “النموذج التنموي” الذي أقرته بلادنا بإرادة ملكية حكيمة.
هذا النموذج الثقافي البديل هو الإشكالية ذاتها، والسؤال نفسه، والحاجة نفسها، التي تطوق خصر عموم بلدان وشعوب شمال افريقيا والشرق الأوسط، تلك التي ما أحوجها لتغيير ثقافي حقيقي لطالما أخلفت موعدها معه.
المدير العام للمهرجان
عزيز وروذ