المهرجان المتوسطي

في بداية الالفية الثالثة، كما في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين كانت النخبة المغربية المتشبعة بأفكار القومية العربية ونظيرتها التي تعاطت للإسلام السياسي، بمختلف تلاوينهما.. قد حسموا أمر هوية طنجة، كمدينة عربية إسلامية وفقط. وكرسوا ذلك عبر مجموعة من المواسم والمهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية والسياسية. متجاهلين الطابع الحضاري والثقافي والبشري والجغرافي والتاريخي لمدينة طنجة، المتسم دائما بالتعدد والغنى والثراء.

فكان لصفوة من مناضلي الحركة الأمازيغية بطنجة، أن قرروا إعادة ربط عاصمة موريطانيا الطنجية وعروس مدن شمال المملكة بهويتها الاصلية والـتأسيسية، عبر إعادة إدماج الامازيغية في كل الفضاءات العمومية عبر الفعل الثقافي الهادف… فولد مهرجان ثويزا سنة 2005.

في البداية كانت ممانعة من قبل  شيعة الفكر الأحادي  وأنصار  اللغة الواحدة والحزب الواحد.. قبل أن تنتصر عقلانية ووجاهة خطاب الحركة الأمازيغية صاحبة شعار : “الوحدة في التنوع”.. والذي توجت بمجموعة من الإنجازات لصالح الأمازيغية وعموم المغاربة.. بادرت اليها المؤسسة الملكية وجعلتها حقائق على ارض الواقع.. توجت في شهر ماي 2023 بصدور الإرادة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بإقرار  رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية على غرار فاتح السنتين الهجرية والميلادية.