سؤال الأخلاق، كان وما يزال، يحظى بالنقاش في أوساط الفلاسفة والمفكرين ورجال الدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والفن والبيئة، وفي مختلف المجالات التي تهم وجود الإنسان ومصيره. وهو موضوع يستدعي التأمل العميق والتفكير الرصين، كلما تردت الأوضاع، واختلت الموازين بين قيمتي “الخير” و”الشر”، واتسعت مساحات “خيبات الأمل”، وضاقت آفاق انعتاق الانسان وتحرره من بشاعة ظلم الانسان وقساوته.
ولعل ما يحدث، اليوم، في العالم، من انزلاق صارخ للانسان عن إنسانيته. انزلاق رمى بالانسان في ضراوة الحروب غير العادلة، وأطلق العنان لهيمنة مفرطة للقوى الاقتصادية والعسكرية العظمى.
لقد عرَّض السقوط الأخلاقي الكائن البشري لاستلاب وجودي، بفعل الانحرافات غير المتحكم فيها للتكنولوجيات الجديدة، ومن تدمير لاأخلاقي للمنظومة البيئية لكوكبنا الأرضي، وغيرها من مظاهر تغول “الشر” وغلبته على “الخير”.
لحظة القلق الوجودي التي تعيش على إيقاعها الإنسانية، قد توحي بقلق عميق عن مصير الإنسان ومستقبله. وعلى هذا الإيقاع ينفجر سؤال مصيري كبير: أين نسير ؟
سؤال دفع اللجنة المنظمة لـ”مهرجان ثويزا” إلى استضافة مفكرين ومثقفين كبارا، من المغرب ومن الخارج، من أجل فهم ما يحدث، وتفسير مظاهر حضور الأخلاق وغيابها في زمننا وتواجدنا الجغرافي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، واستشراف مصائر مجتمعاتنا، على كافة المستويات، في ظل التحولات القيمية الجديدة.