في هذا اللقاء الفكري، يحاور الباحث المغربي امحمد جبرون، المتخصص في الفكر السياسي الإسلامي وفي تاريخ المغرب الأقصى، قامتين فكريتين بارزتين مغربا ومشرقا: محمد طوزي من المغرب وبرهان غليون من سوريا.
برهان غليون الذي جمع ما بين التنظير والممارسة، فضلا عن كونه من كبار المفكرين والمنظرين العرب في مجال علم الاجتماع السياسي والفكر السياسي و في قضايا الديموقراطية. بينما خاض تجربة سياسية مفصلية في خضم الأحداث المأساوية التي شهدتها سوريا بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، حيث وقع عليه الاختيار رئيسا للمجلس الوطني الانتقالي السوري، قبل إنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
ومن جانب آخر، يحضر محمد طوزي، بوصفه واحدا من كبار المفكرين المغاربة، المتخصص، أيضا، في العلوم السياسية، والمتميز بدراساته وأبحاثه في علم الاجتماع الديني والأنظمة السياسيّة في العالم العربي وأنثروبولوجيا المجتمعات المتوسّطيّة. وإذا كان محمد طوزي، حسب علمنا، لا تُذكَرُ له سيرة في الممارسة السياسية العملية، فإنه يعتبر من كبار الخبراء والمستشارين في شؤون الحركات الإسلامية المغربية. حيث أنجز عدة دراسات وأبحاث ميدانية، اعتمادا على استقراء الواقع واستقصاء تفاصيل الممارسات العملية المرتبطة بالدين.
يمكن المصادرة على المطلوب، والمجازفة باعتبار هذا الحوار، “حوارا بين المشرق والمغرب”. بيد أن الأسئلة التي قد يفاجئ بها امحمد جبرون ضيفيه ستكون، لا محالة، مختلفة عن الأسئلة التي طرحت في سياقات “حوار المغرب والمشرق”، الحوار غير المباشر بين ابن رشد والغزالي، والحوار المباشر بين محمد عابد الجابري و حسن حنفي، وغيرهم. وهو حوار كانت تغلب عليه قضايا العقيدة والشريعة وعلم الكلام والفلسفة. أما ضيفا هذا الحوار، فهما مطوقان بسياقات تغلب عليها قضايا السياسة وأسئلة الإسلام السياسي والديمقراطية، وغيرها من الأسئلة الراهنة التي تؤرق المنظرين والممارسين على حد سواء.