متداولين حدود التأثر بأدب الكاتب المغربي محمد شكري، استعرض كتاب شباب علاقتهم بما خلفه الراحل من أعمال حول الهامش وروابطه بالإبداع الأدبي، بعد اشتغالهم على هذه التيمة على امتداد السنوات الماضية.

ويأتي اللقاء، مساء السبت، ضمن فعاليات الملتقى الرابع عشر لتخليد أدب الكاتب العالمي محمد شكري، الذي ينظمه مهرجان “تويزا” بطنجة بشكل سنوي، مختارا النبش في موضوع “الإبداع وخطاب الهامش” واستعراض تجارب كتاب شباب.

يوسف كرماح مؤلف رواية “وحي آلة كاتبة” الصادرة حديثا، قال إنه مدين كثيرا لشكري، مشيرا إلى أنه أول كاتب اطلع له على رواية وعزز لديه شغف القراءة بالصدفة. وأضاف أنه قرأ الأعمال الكاملة للراحل بمتعة كبيرة جدا.

وتابع كرماح في مداخلته أنه قدم إلى طنجة سنة 2007، وأنه اقتفى كل آثار شكري في أحياء ودروب المدينة، كما اشتغل على عمله “زمن الأخطاء” في بحثه لنيل الإجازة. لكنه في المقابل يرفض توصيف نفسه بالكاتب عن الهامش فقط، فجميع الكتاب، وفقه، كتبوا عن هذا الموضوع.

وأوضح كرماح أن “الهامش ارتبط بالجرأة في الكتابة في العالم الغربي وكذا العربي والمغربي، ومن بين الكتاب الذين كتبوا بجرأة نجد محمد شكري ومحمد زفزاف وإدريس خوري”، مؤكدا أنهم يدرون ومطلعون على مفهوم الهامش بشكل كبير جدا.

من جهته، قال يوسف الصروخ مؤلف رواية “أماسين” إنه قدم إلى عالم الكتابة من الفن التشكيلي واختار اسم عمله لإعجابه بالاسم، وبعدها سيكتشف معناه بالأمازيغية (يعني الكريم)، مثمنا مجهودات مهرجان “تويزا” في تكريس ثقافتي الاعتراف والامتنان اللتين تعوزان المجتمع.

وأوضح الصروخ في مداخلته أن علاقته بمحمد شكري كانت في القطار، حيث اطلع على رواية “الخبز الحافي” في طريقه صوب الدراسة بالعاصمة الرباط، معتبرا شكري محطما للسد بين الشخص والكتابة، فالقراءة للرجل مشجعة جدا على هذا الفعل.

من جهته، قال الكاتب نبيل الحمري في تعريفه لأدب الهامش إنه ينمو ويكبر ويزهر خارج المؤسسات وبعيدا عن الرعاية والاحتضان، ولذلك يتعرض للرقابة وتوصد في وجهه دور النشر أو ببساطة يمنع بشكل قاطع.

وأشار الحمري إلى أن أدب الهامش لا يعترف بالخطوط ويتضمن إبداعا مقلقا، لكنه فني جمالي في النهاية وله خصائصه التي تميزه، مضيفا أنه يتضمن عناصر الصنعة التي تقرب القارئ من مواضيع الأسى والضجر وغيرها.

وسجل مؤلف رواية “خيول صديقة” أن شكري تناول من القمامة، لكنه عاش حياته بالطول والعرض. لذلك يعتقد الحمري أن التعامل مع الراحل يجب أن يكون من داخل مؤلفاته وكتاباته عبر دراسات نقدية بعيدة عن حياته واختياراته الشخصية.

وفي حديثه عن مؤلفه “خيول صديقة”، قال الحمري إنه يحكي عن علاقة المقامرين بالخيل ويبحث في سيكولوجيا المقامر، مضيفا أن الرواية تتناول بدايتهم بالصدفة في هذا العالم، وخلقهم الإثارة في سياقات رتيبة، وبحثهم الدائم عن الربح، ثم الهزيمة والسلوك الاستعراضي المصاحب للفوز أو الخسارة.

بدوره، أورد عزيز ريان أن روايته الأولى تبحث بشكل متخيل في قصة امرأة تقطن بشفشاون ومسائل المحافظة الدينية والنفاق الاجتماعي، مشيرا إلى أن الرواية تنطلق أحداثها من تعرف السيدة على زوج اسمه حميد وبعد ذلك يتشعب السرد.

من جهته، قال الصحافي محجوب بنسيعلي إنه طالما ربط طنجة في مخيلته بمحمد شكري، وأنه تصور دائما الراحل وهو يمشي بين دروبها ويجلس في مقاهيها وحاناتها الشعبية، مسترجعا ذكرياته الأولى مع كتب محمد شكري.

وأضاف بنسيعلي أنه اكتشف الراحل من خلال أحاديث إخوته وأصدقائهم حول الأدب بداية تسعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة آنذاك، فاعتمد فقط على مخيلته لخلق ما يكتب عن شكري، قبل أن يقتني أول رواية له خفية ويطالعها صيفا. وأضاف أن هذه الأحداث سيتضمنها إصدار قريب له.

هسبريس