ما يزال محمد شكري، أيقونة طنجة وساردها وشاردها، وواحدا من أهم الكتاب إثارة للجدل حتى يوم الناس هذا، مثلما لا يزال الاحتفاء به تقليدا راسخا ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان “ثويزا” منذ تأسيسه.
وما يزال صاحب “الخبز الحافي” مرجعا للحداثيين كما لا يزال يثير حفيظة الأدعياء والأوصياء، من الذين يبتغون نمذجة الممارسة الإبداعية ومركزتها، خوفا من الهامش الفسيح، بما هو فضاءاتٌ شاسعةٌ للحرية وأمداءٌ رحبةٌ للتعبير الحُرِّ والخيالِ المجنح.
ضمن فعاليات الدورة الحالية من “مهرجان ثويزا بطنجة”، آثرنا عقد الملتقى السادس عشر لتخليد أدب الكاتب العالمي محمد شكري، تحت مسمى “شكري “اللاأخلاقي”، ارتباطا بشعار الدورة الحالية من المهرجان “وإنما الأمم الأخلاق…”. والحال أن مفهوم اللاأخلاقي لا يتعارض مع الأخلاقي، وإنما هو حالة عدمية، أو عبثية، كما أبدعها أندريه جيد في رائعته “اللاأخلاقي”، وكما درج عليها كبار الشعراء والمبدعين عبر التاريخ، منذ الشعراء الصعاليك، وقوفا عند شكري في هذه الندوة الثقافية الكبرى، تَطَلٌّعاً إلى أعلام الأدب الإنساني المعاصر الذين يحلقون في أفق إنساني طَلْقٍ لا يحكمه الأوصياء، ولا تتربص به أعين الرقباء.