بينما يُعرض شباب اليوم عن القراءة بشكل لافت، يحظى بعض الكتاب دون غيرهم بإقبال منقطع النظير. وهو ما يضعنا أمام مفارقة ثقافية أخرى وظاهرة كبرى تحثنا على التوقف عندها ومساءلتها في حلقة نقاشية تسعى في فهم الظاهرة وتأملها والوعي النقدي بها.

ومن بين أهم الروائيين الذين يحظون بهذا الاهتمام العارم من لدن القراء الشباب الكاتب الأردني أيمن العتوم، وقد أمسى ظاهرة أدبية حتى جاوزت طبعات رواياته الخمسين.

لأجل ذلك، يعقد مهرجان ثويزة في هذه الدورة لقاء مفتوحا مع أيمن العتوم، وقد استدعينا ثمانية من الكتاب المغاربة الشباب قصد محاورته ومساءلته، مع عرض تجاربهم الأدبية الجديدة والحديث عن مفهومهم للكتابة وعلاقتهم بالقارئ المفترض، أو المفتقد، على الأصح، في أيام الناس هذا.

تُرى، هل الشباب هم وحدهم الذين أعرضوا عن القراءة، أم أن الكتاب هم الذين أعرضوا عن تمثل أسئلة الأجيال الحالية والكتابة عن انشغالاتهم والقضايا التي تؤرقهم وتستغرق تفكيرهم؟

وهل كتابة العتوم عن السجلات المشتركة والقضايا والمصائر الجماعية من سجون وحروب وأوبئة وفواجع إنسانية كبرى هي التي جعلت من متنه الروائي متنا مقروءا؟ أم أن كتابته السردية بخط واضح؛ بلغتنا العربية الجميلة، وبمرجعياتها التراثية، ومعجمنا المشترك، هي التي يسرت وصولها إلى القراء الشباب؟
أم أن ارتباط ضيفنا الروائي والشاعر الأردني أيمن العتوم بقضايا التحرر والانعتاق، هو ما يفسر احتفاء الشباب بكتبه، وهم يتحلقون من حوله، ويحلقون معه في سماء الحرية، هو الكاتب الذي كابد تجربة السجن مثلما تعرضت رواياته للمصادرة والرقابة والحظر؟

قبل أن يجيبنا ضيفنا عن هذه الأسئلة، الأكيد أن الكتاب الشباب ضيوف هذه الجلسة الكبرى يحملون إلينا وإلى ضيفنا أسئلة عديدة، مثلما يحملون تصورات جديدة للكتابة وتمثلات مبتكرة للممارسة الإبداعية، من حيث اللغة والقضايا المثارة…

هكذا، يحرص المهرجان على أن يكون وفيا لتسميته “ثويزة”، التي ترمز إلى العمل الجماعي واللقاء المشترك من أجل هدف جماعي أسمى. ولعل هذه الجلسة “ثويزة أخرى” على مستوى التأمل والتفكير في راهن الكتابة ومستقبل القراءة وتطلعات الكتاب والقراء سواء بسواء.