الأخلاق هي قيم ونُظمٌ وأنساقٌ للسلوك الفردي والإجتماعي تتراوح بين الخير والشر ، وتعكس الصفات الحمیدة والسیئة ، حسب مكانها وزمانها ، فالأخلاق نسبية وليست هناك أخلاق مطلقة .
رغم وجود اتجاهات لجعل علم الأخلاق علماً وضعياً قياسياً منضبطاً بقوانين ومعايير ثابتة ، لكنه يظهر لنا من خلال مجمل تعريفاته التقليدية العامة بأنه علم معياري، أي يدرس ما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني، فيضع بذلك قوانين الأفعال الإنسانية ومثلها أو المبادئ العليا لها.
وعلم أخلاق الحضارات هو علم الأخلاق الذي يبحث في طبيعة الأخلاق التي سادت في كلّ حضارة من حضارات التاريخ ، وهذه الحضارات ليست واحدة أو متجانسة ، ولذلك توّجب تقصّي تلك الأخلاق ومكوناتها التي تتلخص أساسياتها في الموازنة بين العناصر المادية والمعنوية، وتعتبر عاملا في الحكم على توازن الحضارة، والانسجام بين جميع عناصرها. الحضارة. ففي مرحلة صعود الحضارة وتجلّيها تتماسك أخلاق الحضارة القادمة وتعمل على خلق حوافز ايجابية في تكوينها ، وتبدأ الحضارة بالسقوط عندما تختلّ الأخلاق فيختلّ ميزان الحضارة وتتداعى وتهي وتسقط في نهاية المطاف . كما أن لكلّ حضارةٍ أخلاقها الخاصة بها ، ولكلّ عصرٍ من عصور تاريخ الحضارات طبيعته الخاصة التي يجب أن لا نخلطها ببعضها .
..في حوار افتتاحي، ينتظره الكثيرون، بين المفكر المغربي أحمد عصيد والمفكر العراقي خزعل الماجدي، ستثار عدة أسئلة معرفية وتاريخية ستستفز، بدون شك، العديد من اليقينيات، من خلال سلوك منهجية تفكيكية تحفر في أعماق تاريخ البشرية، و لا تستكين إلى الأحكام الجاهزة المتوارثة والمؤسطرة.